قصيده للاحرار

دموعٌ ودماء .. على ثلجٍ أبيض ..



تفوحُ دروبُ الأقاحي ...
عبيراً يضُوعُ شذيَّاً ..
على مَتنِ أنسامِ عطرِ الصَّباحِ ..
تناثرَ صَوبَ الدِّيَارِ ..
من نَدَبَاتِ الجراحِ ..
بشوقٍ , بصِدقٍ , بصَرخَةِ ثارِ ..
تُقَطّعُ أوصالَ سفَّاحِ عُرْبٍ بقصفِ السِّلاحِ ..
تراءتْ طيوفُ الجهادِ تنادي ..
فلا عربياً نويتُ انتزاحي ..
فعن تُرْبِ أرضيَ ما من بَرَاحِ ..
إلى الحربِ هُبُّوا لِنارِ الكفاحِ ..
إلى النُّورِ صوبَ طيورِ الصَّباحِ ..
فلا صُبح أشرقَ في قُدسِنا ..
ولا طير رفرفَ فوقَ الأثير ..
فأوغادُ هُودٍ تراءَوأ وحوشاً ..
تُمَزِّقُ تحرقُ كلَّ جناحِ ..
وتَذوي ابتسامةُ طِفلٍ يتِيمٍ ..
على حدِّ سيفِهُمُ والرِّماحِ ..
ودمعَةُ أمٍّ تلظَّتْ بِنارِ الفؤادِ الجريحِ ..
ودعوةُ ثكلى تذوبُ حنيناً أمامَ الضَّريحِ ..
وصَبرٌ وشوقٌ وعطرُ الدِّيارِ ..
تلاشى ..
ولمْ تبقَ إلا الحجارة ..
تُرمَى بأيدٍ .. تموتُ وتحيا ..
وتغفو وتصحو ..
على نهشِ أنيابهِم , وعلى طَرَقاتِ الصَّفيحِ ..
وتذوي قلوبُ الصِّغارِ البريئهْ ..
تذوبُ وتُخفي بطيَّاتِ كلِّ فُؤادٍ كليمِ ..
ملا مِحَ وَجْدٍ وحُزْنٍ صَديدِ ..
وقَلبٍ طريحِ القتامِ طريحِ ..
فَرِفْقاً إلهي بقُدسِ المَسيحِ ..
بعُرْبٍ وأقصى ومَهدٍ ذبيحِ ..
بـ ( آياتَ ) تنسابُ دمعةَ شَعبٍ ..
وتُضحي حديقةَ وردٍ مَليحِ ..
تفوحُ بمِسكِ الشّهادةِ فُلاً..
فصيحي بعُربِ المَقَابرِ صيحي ...
على مهدِ أشباحِ عُربٍ فَنُوحي ..
فِلِسطِينُ , أنتِ نسيمي وريحي ..
فداكِ حياتي وشوقي البريح ..

إلى الحربِ هُبُّوا شبابَ العُرُوبَهْ ..
إلى السَّيفِ يلمعُ فوقَ الضَّريحِ ..
يُقَطِّعُ كلَّ لسانٍ مليحِ ..
يُهَدِّمُ صَرْحََََََََ الخطابِ الفصيحِ ..
ويُعْلِي مِهادَ الكلامِ الصَّريحِ ..
يسُلُّ بسيفِهِ أنيابَ غدرِ العدُوِّ القبيحِ ..
ويطفِئ نارَ جَوَاهُ بأنَّاتِ ذُلِّ اليهودِ ..
بصوتِ الفحيحِ ..
يهودَ المذابحِ ؛ صُولُوا جَرَاداً ..
بأرضِ النَّدى ..
وعِيثوا فسادَاً .. وجُوبوا المَدَى ..
لِنَثرِ الحِرابِ ..
لِزَرعِ الرَّدى ..
فَصَوبَ السَّماءِ عُيُونٌ تَألَّقُ عَزمَاً يَفيضُ ..
وفي كَنَفِ الشّمسِ يغلي يفورُ ..
فُؤادٌ وكِبْرٌ وشوقٌ يثورُ ..
وفي كِبرياءِ رجالِ بلادي ..
كُلُومٌ تَصيحُ وجرحٌ يغورُ ..
فَيَا مجدُ يا نَصرُ هذي نسورُ ..
وذاكَ سِلاحٌ .. وهذي صدورُ ..

تَصُدُّ النِّصالَ وتَذوي ..
بدَمعٍ تدفَّقَ وَرْدَاً نَدِيَّاْ ..
فأينَ الزُّهورُ !!
وأينَ العطورُ !!
أُسُودٌ لُيُوثٌ سِبَاعٌ صُقُورُ ..
فأينَ النُّجومُ !! وَأينَ البُدُورُ !!
فَيَا ضَائِعَاً في شِعَابٍ تَدورُ ..
أمَا حانَ بعدَ الظَّلامِ الكَئيبِ ..
وجَمرٍوخَوفٍ ولَفْحِ اللَّهيبِ ..
وذلّ ٍوَيَأسٍ ..
أَمَا حانَ نورُ ؟!!
تمُرُّ العصورُ ..
دُهورٌ دُهورُ ..
وفي جَوِّنا لا تزالُ الطّيورُ ..
على سفحِنا لا تزالُ الزّهورُ ..
وقَلبُ العُرُوبَةِ ينبضُ لا زالَ فيهِ بذورُ ..
أَمَا حانَ نورُ ؟!!
أَمَا حانَ نورُ ؟!!

مشكور ياخوي للرد الرائع